ويوم 17 يناير 1956 أعلن الرئيس جمال عبد الناصر قبوله رئاسة شرف النادى الأهلى تقديرًا للدور الوطنى الذى لعبه فى مساندة الثورة وتدريب الفدائيين . وكان مجلس الإدارة برئاسة أحمد عبود باشا قد وافق على منح الرئاسة الشرفية للبكباشى أركان حرب جمال عبد الناصر رئيس مجلس الوزراء ، وذلك فى جلسة 4 نوفمبر 1955.
وأيام حرب النكسة في يونيو 1967 توقف النشاط الرياضى فى كل الأندية المصرية ، وكانت مرارة الهزيمة ووقعها شديدين على شعب مصر ، الذى لم يعرف طعم اليأس ، وخاصة بعد معركة رأس العش التى كانت إعلانا من جنود مصر البواسل أن الحرب مستمرة ، وبدأ النادى يوم 5 أغسطس 1967 تدريب أعضائه عسكريًا.
وفى يوم 11 أكتوبر عام 1967 اتخذ مجلس إدارة الأهلى القرارات الآتية:ـ « فرض التدريب العسكرى على جميع الأعضاء الرياضيين بالنادى وضرورة تطـوعهم فى أعمال المقـاومة الشعبية التى تتولاهـا الجـهات المسـئولة فى البلاد ، وإن كل عضـو رياضى يتخـلف عن هذا الواجـب الوطنى يشطب اسمـه من عضوية النادى .
ـ وكذلك الا^نسات من حيث ضرورة تطوعهن فى أعمال التمريض وغيرها من الأعمال التى يمكن أن يقمن بها فى هذه المناسبة الوطنية وذلك بالنسبة للعضوات الرياضيات من سن 20 سنة إلى 40 سنة .
ـ جمع تبرعات باسم النادى من أعضاء النادى وجمهور المشجعين لصالح المجهود الحربى ، والاتصال بالجهات المسئولة لتنظيم هذه العملية »
ومارس الأهلى دوره الوطنى ، خلال حرب أكتوبر المجيدة ، بما يمكن أن يقدمه ، وعندما طلب من أعضاء النادى التبرع بالدم فى بداية المعركة ، تقدم ثمانية ا^لاف عضو فى 24 ساعة . وفى يوم 14 أكتوبر عام 1973 عقد مجلس إدارة الأهلى اجتماعًا ، وقرر ما يلى:
ـ إرسال برقية تأييد للرئيس محمد أنور السادات رئيس الجمهورية ، وبرقية أخرى لوزير الحربية .ـ جمع التبرعات من أعضاء النادى على اختلاف أنواعهم ومن المدربين والرياضيين والعمال والموظفين ، وحدد المجلس هذه التبرعات ، فكانت جنيها من العضو العامل أو المنتسب الذى فى حكمه ، ومن العضو الجامعى 50 قرشًا ، و 25 قرشًا من العضو الرياضى درجة أولى ، وجنيها من المدرب.ـ تشكيل لجنة للإشراف على التطوع للدفاع المدنى وعلى جميع مجالات المساهمة فى الدفاع وكل ما يتعلق بالمعركة .
صنعت كرة القدم شعبية الأهلى الجارفة على مدى تاريخه ، وكانت البداية فى العشرينات من القرن العشرين، ثم جاء أعظم أجيال النادى، وهى أجيال تكـونت من لاعبى الأربعينات والخمسينات ، والتى حققت إنجازًا غير مسبوق ، ولا ينتظر أن يتكرر ، بفوزها ببطـولة الدورى 9 مـرات على التوالى ، وكان الجيـل الثـالث ، هو «فريق التلامذة» صاحب الانتصارات الرائعة فى حقبة السبعينات، تحت قيادة المدرب العبقرى ناندور هيديكوتى .
التاريخ الحقيقى لكرة القدم فى مصر بدأ حين دخلت اللعبة الأهلى عام 1909 ، ثم حين تأسس الزمالك بعد ذلك بعامين . وكان طلبة المدارس العليا والابتدائية يمارسون الكرة فى الحوش الترابى بالأهلى ، وكانت تنظم به مباريات ودية داخلية بين الطلبة والأعضاء وبين منتخبى القاهرة والجيزة . وفى سنة 1911 كون النادى أول فريق كرة قدم فى تاريخه من طلبة المدارس والتى كانت عامرة بالمواهب فى ذلك الوقت ، وتكون هذا الفريق من : حسين فوزى ، إبراهيم عثمان ، محمد بكرى، سليمان فائق ، حسن محمد ، حسين حجازى ، أحمد فؤاد ، حسين منصور ، إبراهيم فهمى ، فؤاد درويش ، عبد الفتاح طاهر .
كان فريق النادى الأهلى هو أول فريق مصرى يزور أوروبا ويلعب مباريات ودية هناك ، وقد بدأ زيارته يوم 17 يوليو 1929 وعاد فى 6 سبتمبر من نفس العام ، وعلى مدى 52 يوما ، لعب الفريق فى تركيا ضد فنار بقجه وفاز 6/2 ، وضد غلطة سراى وخسر صفر/1 ، وضد منتخب تركيا وخسر 1/2 ، وفى ألمانيا تعادل 2/2 مع ليبزج ، وفاز 4/3 على « 1860 ميونيخ » وتعادل 2/2 مع تنس بروسيا ببرلين ، ثم خسر 3/5 مع نفس الفريق ، وتعادل 3/3 مع جلسنكرش ، وفى بلغاريا تعادل 1/1 مع ليفسكى . وخسر 1/4 أمام سلافيا .
وكذلك كان الأهلى هو أول نادٍ فى مصر يؤسس ثلاث فرق لتمثيله واللعب باسمه، فكان الفريق الأول يطلق عليه « الفريق الأحمر » ، وفى عام 1926 أنشأ فريقا ثانيا سماه « الأهلى الأبيض » ، ثم أنشأ فريقًا ثالثًا عام 1927 سماه « الأهلى الأزرق » .
وقد كان صالح سليم « المايسترو » أشهر لاعبى جيله ، وفى وقت من الأوقات وصل الأمر إلى ترديد المصريين لمقولة طريفة ، وهى أن مصر يحكمها ثلاثة ، جمال عبد الناصر . وأم كلثوم ، وصالح سليم . الذى كان أول لاعب مصرى فى العصر الحديث للكرة المصرية يلعب فى أوروبا كمحترف ، وذلك عندما استعان به مدربه وصديقه فريتز للأخذ بيد نادى « جراتز » فى النمسا ، وقد أصبح حديث الصحف الرياضية النمسوية.
وبعد عودته عين صالح سليم مدربًا لفريق الدرجة الثالثة ( الأشبال ) بجانب قيادته للفريق الأول كلاعب ، وكان صالح هو أول لاعب مصرى يحترف داخل مصر ، وذلك قبل سفره إلى النمسا مباشرة ، حيث تعاقد معه الأهلى بمبلغ 300 جنيه عند التوقيع وراتب شهرى قدره مائة جنيه ، وذلك فى 31 أكتوبر 1962.
وعندما توقف نشاط كرة القدم فى عام 1967 منح الرئيس جمال عبد الناصر صالح سليم وسام الرياضة من الدرجة الأولى . وقد اعتزل أشهر لاعبى جيله ، وانخرط فى سلك الإدارة ، كمدير للكرة ، ثم رئيسًا للنادى الأهلى فيما بعد، و أنشئ له تمثالاً بحديقة النادي تم رفع الستار عنه في سبتمبر 2007.
و يعد أشهر لاعبي الكرة بالنادي الأهلي في التاريخ هو محمود الخطيب ، وألقابه كانت عديدة ، منها الخطير ، والكوبرا ، وبيبو ، وقد التحق بالفريق الأول عام 1971 ، واستمر فى الملاعب حتى اعتزل عام 1987 وأمتع جماهير الأهلى والكرة المصرية بموهبته الفذة ، فكان فى أدائه جمال وفن رفيع ، وأهدافه كانت تطرب المدرجات ، وهو أحد خمسة لاعبين فقط فى تاريخ الكرة المصرية تجاوزوا حاجز المائة هدف ، وهم بالترتيب : حسن الشاذلى لاعب الترسانة ، وزميله مصطفى رياض ، ثم الخطيب ، والضظوى و حسام حسن، و قد سجل الخطيب 106 هدفاً في مشواره.
وقد ظل الخطيب هدافا للأهلى ولمنتخب مصر لسنوات ، وحصل على ألقاب أحسن لاعب وأحسن هداف وأحسن أخلاق عدة مرات ، بجانب أنه اللاعب المصرى الوحيد الذى فاز بجائزة الكرة الذهبية عام 1983 ، والتى تمنحها مجلة فرانس فوتبول الفرنسية سنويا لأحسن لاعب فى أفريقيا . وقد كتبت عن الخطيب مقالات وموضوعات لا تعد ولا تحصى ، ووصفته مجلة « الصقر القطرية » ، بأنه مثل « أبو الهول » فى الكرة المصرية، وفرعون من فراعنة اللعبة، وقالت:«إن خوفو يفخر بلاعب مثل الخطيب!». وعندما اعتزل هذا النجم بكى جمهوره ، فقد كان اعتزاله ، يعنى غياب الفن النبيل من ملاعب الكرة المصرية .
وكانت سنوات الثمانينات هى حقبة الأهلى الأفريقى ، حيث فاز الفريق ببطولة القارة للأندية أبطال الدورى فى عامى 1982 ، 1987 ، وببطولة القارة للأندية حاملة الكوؤس فى أعوام 1985 ، 1986 ، 1987 ، و 1993 ، وقد احتفظ بهذه الكأس مدى الحياة ، كما فاز بالبطولة الأفروأسيوية عام 1989 .
ومع مطلع التسعينات ، بدأ الأهلى يغير فريقه بصورة شبه كاملة ، واهتزت عروضه بالاستغناء عن أبرز نجومه دفعة واحدة للاحتراف فى الخارج ، وهم هانى رمزى لألمانيا، وحسام حسن وإبراهيم حسن لسويسرا ، وقبلهم سافر مجدى عبد الغنى للاحتراف فى البرتغال ، وجاء جيل جديد من اللاعبين ينقصه الخبرة ، وكانت النتيجة أن الأهلى غاب عن بطولة الدورى ثلاث سنوات.
و تاريخ الأهلي بشكل عام لا يمكن مقارنته بأي تاريخ لأي نادي داخل القارة الأفريقية، إذ حصل الأهلي على 32 لقب دوري عام، و 35 لقب كأس مصر، و خمس ألقاب لكأس الأندية الأفريقية أبطال الدوري، و هم أرقام قياسية في تلك البطولات الثلاث.
بخلاف ذلك فقد حصل الأهلي أيضاً 4 بطولات أفريقية للأندية أبطال الكئوس، كأس السوبر الأفريقي ثلاث مرات، كأس السوبر المصري 4 مرات، و لقب البطولة العربية للأندية أبطال الدوري مرة واحدة، و بالبطولة العربية للأندية أبطال الكئوس مرة واحدة، بطولة النخبة العربية مرتين، كأس الأفروآسيوية مرة واحدة ، كأس الاتحاد التنشيطية مرة واحدة، كأس الجمهورية العربية المتحدة مرة واحدة، دوري منطقة القاهرة خمس مرات، سبع بطولات كأس السلطان ليصبح إجمالي عدد البطولات 102 بطولة.
و قد حقق الأهلي بطولته رقم مئة في عام مئويته و هو 1907، و كانت تلك البطولة هي بطولة الدوري العام، أتبعها بكأس مصر بعد الفوز على الزمالك في مباراة نهائية تاريخية 4-3 في الوقت الإضافي، ثم كأس السوبر بفوز على الإسماعيلي.