تأسس النادي الأهلي في أبريل 1907، إذ تم انعقاد أول اجتماع مجلس إدارة لالنادي بالتحديد في الرابع و العشرين من أبريل. في ذلك الوقت، كانت مصر تحت حكم الخديوي عباس حلمي الثاني، و تحت الاحتلال البريطاني أيضاً و هو أمر كان مثيراً للغضب في البلد بأكملها.
تأسس النادي بعد عامين من تأسيس نادي طلبة المدارس العليا عام 1905، و كان النادي الأهلي هو فكرة عمر بك لطفي التي أقنع بها أصدقاءه. و شهد يوم الثامن من أبريل 1924 أول اجتماعاً للشخصيات التى تحمست لفكرة عمر لطفى بك، وبالطبع كان صاحب الفكرة فى مقدمة الحاضرين، ومعه كان هناك إدريس راغب بك، وعبد الخالق ثروت بك، وإسماعيل سرى بك، وميتشل أنس بك، وهو رجل إنجليزى يعمل مستشارًا فى وزارة المالية المصرية, وألف المجتمعون فيما بينهم نقابة أخذت على عاتقها جمع المال اللازم لتأسيس النادى فى نقطة صحية ونائية خارج منطقة القاهرة ( نطاق العاصمة المزدحم شرق النيل ). واستقر الرأى على موقع فى الجزء الجنوبى من جزيرة الزمالك .. و تقرر أيضاً أن تكون تكلفة التأسيس خمسة آلاف جنيه مقسمة على ألف سهم، بواقع خمسة جنيهات للسهم الواحد.
و فى يوم 24 إبريل عام 1907 عقدت مجموعة المؤسسين أول اجتماع رسمى لمجلس إدارة النادى، وذلك فى الساعة الخامسة والنصف مساء بمنزل مستر ميتشل أنس فى الجيزة، وبرئاسته، وعضوية إدريس راغب بك، وإسماعيل سرى باشا، وأمين سامى باشا، وعمر لطفى بك، ومحمد أفندى شريف سكرتيرًا.
و نص محضر أول اجتماع مجلس إدارة يقول إن مستر ميتشل أنس هو أول رئيس لمجلس إدارة النادى الأهلى. وقد استمر رئيسًا رسميا للنادى حتى يوم 2 إبريل عام 1908 حيث قبل مجلس الإدارة استقالته لأنه كان يستعد للعودة إلى بلاده، واختير بدلا منه عزيز عزت باشا رئيسًا للجنة العليا، وللنادى الأهلى، ليكون هو الرئيس الثانى.
و في 18 يوليو 1907 و بعد اجتماع مجلس إدارة، تقرر أن يكون سعد زغلول أول رئيس للجمعية العمومية بالنادي، و لن ينسى أحد الموقف الذي اتخذه سعد زغلول في ذلك الوقت باعتباره ناظر المعارف، إذ كان على مختار التتش أن يختار بين شهادة الكفاءة و بين السفر مع فريق الكرة لباريس للمشاركة في الأوليمبيات، و قال سعد زغلول في ذلك الوقت :" « لقد كنت أول رئيس للنادى الأهلى للرياضة البدنية، وأنا أريد لأبنائنا أن يمارسوا الرياضة، فهى غذاء للعقل والجسم والروح، ولهذا فإنى لا أقبل أن يضحى التلميذ بشهادته، ولا أقبل أن يحرم من رياضته، ولهذا، فإنى أوافق على سفر محمود مختار مع فريقه إلى باريس، وأن ترسل أوراق امتحانه إلى المفوضية المصرية لكى يمتحن هناك ».
استمد الأهلى لون فانلاته الحمراء من لون علم مصر ، وقد كان هو العلم العثمانى فى فترة حكم الخديوى عباس حلمى الثانى ، الذى يتوسطه الهلال وفى قلب الهلال نجمة . وكانت ألوان الفانلات حمراء مقلمة طوليا باللون الأبيض ، ثم تطورت إلى فانلات نصفها أحمر ونصفها أبيض ، ثم إلى فانلات لونها أحمر قانٍ بحروف بيضاء . وكان شعار النادى مزينا بتاج الملك ، وهو رمز الحكم فى الطرف الأعلى ، وفى الطرف الأسفل كتب اسم الأهلى ، وفى الوسط النسر المحلق . هذا الطائر العملاق القوى الذى أخذ رمزًا للصحة وشعارًا للتوثب والتحفز( ). وعقب قيام ثورة يوليو 1952 وتغيير رمز الدولة من التاج إلى النسر رفع الأهلى التاج عن شعاره ، واقتصر على النسر .
ولأن النادى نشأ مصريا وطنيا ، وقع اختيار المؤسسين على اسم الأهلى ، وهو اسم فيه صبغة أسرية واجتماعية ، وصبغة وطنية ، وكان ذلك مقصودًا ، وتراه فى ترجمة المؤسسين لاسم النادى بالإنجليزية ، حيث جعلوه « ناشيونال » " National " أى الوطنى . فلم يحمل« الاسم المترجم » ،نفس الاسم العربى مثل الأندية التى كانت موجودة قبل الأهلى أو التى أتت بعد الأهلى . وقد فتح النادى أبوابه أمام المصريين منذ افتتاحه والواقع أنه كان مخصصا لأبناء البلد أصلاً. وكان الاشتراك السنوى لموظفى الحكومة ثلاثة جنيهات( ) يمكن دفعها على أقساط شهرية ، أما الاشتراك العادى لغير موظفى الحكومة ، فقد كانت قيمته خمسة جنيهات ، بينما حظى طلبة المدارس العليا وخريجوها بمعاملة خاصة ، فالنادى أصلاً أنشئ لهم ، ولجمع شملهم لقضاء أوقات الفراغ ، فكان اشتراك الطالب ستة قروش فى الشهر ، أما اشتراك الخريج فكان خمسة عشر قرشا . وقررت اللجنة العليا فى جلستها يوم 17 ديسمبر الإعلان عن افتتاح النادى بدءًا من الأول من يناير عام 1909 ، ووزعت استمارات الاشتراكات فى نادى طلبة المدارس العليا ، ومكتب عمر لطفى ، وصحيفتى اللواء والمؤيد . وهذه دلالة أخرى على ارتباط الأهلى بالطلبة فى مراحله الأولى وارتباطه بالحزب الوطنى ومصطفى كامل ، صديق عمر لطفى ومؤسسى صحيفتى اللواء والمؤيد .
بدأ النادى يقبل اشتراكات العضوية بعد الإعلان عنها فى عام 1909 ، وانضم إليه 80 عضوًا ، وكان عدد الأعضاء يتزايد ببطء شديد ، قياسًا بتعداد القاهرة فى ذلك الوقت ، وبفكرة إقبال المصريين على عضوية ناد رياضى ، مكانه بعيد عن قلب العاصمة ، ووصل عدد الأعضاء إلى 310 أعضاء عام 1930 ، ثم انخفض إلى 140 عضوًا فى العام التالى 1931 بسبب هدم كوبرى قصر النيل ، وسيلة الربط الوحيدة والسهلة بين ضفتى النهر ، بين الشرق والغرب .
وللنادى الأهلى أيضًا نشيد ألفه فكرى أباظة ولحنه محمود الشريف .. والنشيد يقول:قــوم يــا أهلـى شـوف ولادك والبنـودشوف كتايبك ، شوف جنودك ، والحشودشـوف ا^يــات النصــر فى كل الجهــودشــوف وسجــل بيـــن أمجــاد الخـلودأنـت دايمـا ، أنـت دايمـا ، أنت دايمـافى الأمــامكل نعمــة فــى رحــابـك عنــدنـادى مشـيئـــــة وإرادة ربنــــــــــامـن شيـــوخــك اكتسبنـــا مجــدنـاوبشبــابـك احتفظنـــــــا باسمـــــناأنـت دايمـا ، أنـت دايمـا ، أنت دايمـافى الأمــامالريــاضـة دى غـريــزة فـى طبعنـــامـن زمــان جـرتهـــا جـــرى فى دمنــاوالبطـــولـة منبتهــــــا فــى أرضنـــاأهـدينـاهـا للجميــــع مـــن عنـــدنـاأنـت دايمـا ، أنـت دايمـا ، أنت دايمـافى الأمــام
فى 8 يناير 1929 ، أصبح النادى الأهلى تحت رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك فؤاد . حيث تلقى رئيس النادى جعفر ولى باشا ، خطابا من سعيد ذو الفقار باشا كبير الأمناء ، يبلغه فيه بموافقة الملك على أن يضع النادى الأهلى تحت رعايته.
على مدى تاريخه الطويل استقرت مقولة أن الأهلى قلعة للوطنية فى أذهان الناس وجماهيره وأجياله . وقد ربط الجميع بين كون أن النادى تأسس للمصريين عام 1907 وبين وطنيته ، وبين رئاسة سعد زغلول للجمعية العمومية وبين الوطنية.