غزة (رويترز) - دخلت القوات الاسرائيلية يوم الاحد أكثر مناطق قطاع غزة تكدسا بالسكان وقتلت 14 نشطا فلسطينيا على الاقل و12 مدنيا في تصعيد للقتال وفي تحد للنداءات الدولية بوقف اطلاق النار.
وقال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية ( حماس) ان الحركة لن تفكر في هدنة الا بعد ان تنهي اسرائيلي هجومها العسكري المستمر منذ 16 يوما وترفع الحصار عن قطاع غزة. وأجرى وفد من حماس محادثات في القاهرة بشأن خطة مصرية للهدنة.
ووصفت اسرائيل قرارا لمجلس الامن الدولي يدعو لوقف اطلاق النار بأنه غير قابل للتنفيذ. وهي تريد وقف الهجمات الصاروخية عبر الحدود وترتيبات لضمان أن حماس لن تتمكن من اعادة تسليح نفسها من خلال انفاق التهريب تحت الحدود مع مصر.
ومن المقرر أن يزور مسؤول بوزارة الدفاع الاسرائيلية مصر يوم الاثنين سعيا لاتخاذ اجراءات أشد لمكافحة عمليات التهريب.
وبدعم من الطائرات الهليكوبتر دخلت القوات والدبابات الاسرائيلية أجزاء بشرق وجنوب مدينة غزة لتواجه نشطاء من حماس أطلقوا صواريخ مضادة للمدرعات وقذائف مورتر.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت لمجلس وزرائه "تقترب اسرائيل من تحقيق الاهداف التي حددتها لنفسها" متحدثا عن رغبة في " تغيير الوضع الامني في الجنوب" في اشارة الى خطر الصواريخ التي تطلقها حماس.
واجمالا قتل 868 فلسطينيا كثيرون منهم مدنيون اضافة الى 13 اسرائيليا بينهم ثلاثة مدنيين منذ بدء الهجوم في 27 ديسمبر كانول الاول. وقال عاملون بالمجال الطبي ان اقتتالا جديدا بالشوارع أسفر عن مقتل عشرة مسلحين. وقتل ثلاثة نشطاء اخرون في هجمات جوية اسرائيلية.
وقال شهود عيان ان قذائف الدبابات الاسرائيلية في بيت لاهيا بشمال شرق قطاع غزة تسببت في مقتل خمسة نساء ورجل كانوا قد عادوا لديارهم التي خلت من سكانها للاستحمام كما قتلت امرأة في النصيرات بوسط القطاع.
وذكر عاملون بالمجال الطبي أن أربعة من أسرة واحدة وعضوا بقوة شرطة حماس قتلوا في هجوم جوي على منزل شمالي غزة كما قتل مدني اخر خارج بلدة خان يونس بجنوب القطاع.
وذكر شهود عيان أن القصف الاسرائيلي لقريتين بجنوب غزة أدى الى مقتل امرأة واشتعال النار في 15 منزلا. وقالوا ان نحو 50 شخصا يعانون من حروق واختناقات بعد استنشاق الغاز.
وقال الجيش الاسرائيلي انه هاجم مسجدا يستخدم في تخزين السلاح كما هاجم عشر مجموعات من المسلحين وثلاثة مواقع لاطلاق الصواريخ ومنزل أحد القادة العسكريين لحماس.
ورغم تراجع الهجمات الصاروخية الفلسطينية عبر الحدود قالت الشرطة ان صاروخين سقطا يوم الاحد على مدينة بئر السبع على بعد 42 كيلومترا من الحدود. وسبب الصاروخان بعض الاضرار المادية لكنه لم يسقط قتلى أو جرحى.
وانعقد مجلس الوزراء الاسرائيلي لاجراء مناقشة من المتوقع أن تشمل "مرحلة ثالثة" ممكنة للهجوم الذي سيقتحم فيه الجيش مناطق حضرية في غزة.
وخلال تصريحات مذاعة لم يحدد أولمرت اطارا زمنيا لعمليات غزة مكتفيا بقول أن اسرائيل "يجب ألا تفقد في اللحظة الاخيرة ما تحقق من خلال جهد وطني لم يسبق له مثيل."
وعلى الرغم من قول القادة الاسرائيليين انه تجري ابادة كتائب بأكملها من حماس قال مشعل المقيم في دمشق ان القوات الاسرائيلية لم تحقق شيئا وتحدث عن مواصلة اطلاق الصواريخ.
وأثارت العمليات الاسرائيلية إدانة من الصليب الاحمر ووكالات الامم المتحدة والحكومات العربية والاوروبية.
وناشدت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان والتي يقع مقرها في نيويورك اسرائيل وقف استخدام ذخائر الفوسفور الابيض في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية بقطاع غزة قائلة انها يمكن أن تسبب حروقا بالغة للسكان وتشعل النيران في بنايات وحقول.
وقالت المنظمة أن الفوسفور الابيض يستخدم على الارجح لتكوين سحابات من الدخان ووصفت هذا بأنه "استخدام مسموح به من حيث المبدأ وفقا للقانون الدولي".
لكنها أشارت ايضا الى صور نشرتها وسائل الاعلام لمقذوفات تحتوي على الفوسفور الابيض وهي تنفجر في الجو قائلة انها يمكن أن تنشر أبخرة قابلة للاشتعال فوق منطقة قطرها بين 125 و250 مترا حسب الارتفاع الذي يحدث عنده الانفجار.
وقالت اسرائيل انها لا تستخدم سوى الاسلحة التي يسمح بها القانون الدولي واتهمت حماس باستخدام المدنيين كدروع بشرية.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت أوسع الصحف الاسرائيلية انتشارا عن يواف جالانت القائد العسكري المشرف على هجوم غزة قوله انه يريد موافقة من الحكومة على الاستيلاء على أجزاء من القطاع.
ونسبت اليه الصحيفة قوله "اذا لم نفعل هذا فستفوتنا فرصة تاريخية."
ونقل عن جالانت قوله أيضا ان انهاء الهجوم الان سيتمخض عن هدوء يستمر "لسنوات" على حدود غزة لكنه قال ان حركة حماس ستستأنف حشدها العسكري وستحصل على صواريخ يمكنها الوصول الى تل أبيب.
(شارك في التغطية..ادم انتوس واري رابينوفيتش وألين فيشر ايلان من القدس)
من نضال المغربي