تحقيق: علي حلبي
انفلونزا الخنازير تهدد العملية التعليمية وتحاصرها.. فالعام الدراسي علي الأبواب وسط توقعات وتحذيرات ومطالبات بتأجيل الدراسة بالمدارس في حال تفشي وباء انفلونزا الخنازير القاتل الذي انتشر كالنار في الهشيم وسط استعدادات حكومية وتربوية بالتعامل مع الأزمة في حال استفحالها ووضع سيناريوهات بديلة ابرزها استخدام القنوات التعليمية بديلا للمدرسة وهي الفكرة الرئيسية التي ستلجأ إليها وزارة التربية والتعليم في حال لا قدر الله إصابة الطلبة بالمرض.. ولكن هل تصلح القنوات التعليمية في ان تكون بديلا للمدرسة وتسهم بفاعلية في إتمام العملية التعليمية؟ ام انها لن تجدي نفعا ولن تستطيع ان تكون البديل الفعلي للمدرسة؟.. طرحنا القضية علي الخبراء والأكاديميين الذين أكدوا ان القنوات التعليمية دورها مهم ومحوري في خدمة الطلبة إلا أنها وحدها لا تكفي.. التفاصيل في السطور التالية..
في البداية تؤكد لطيفة الشافعي رئيسة قنوات النيل التعليمية ان قنواتها جاهزة للبث في أي وقت ولا تنتظر سوي إشارة البدء من وزارة التعليم حتي تبدأ بثها من 8 صباحا حتي ٠١ مساء علي أربع قنوات تم تقسيمها كالتالي: القناة الأولي وتخدم التعليم الابتدائي والثانية تخدم التعليم الإعدادي والثالثة للتعليم الثانوي والرابعة للتعليم الفني، وقد تم وضع الجداول عن طريق خبراء وزارة التعليم بناءاً علي عدد الساعات التي يحصل عليها الطالب في المدرسة بالإضافة إلي مراجعة يومي الأربعاء والخميس وستكون هناك ساعة تفاعلية بين التلاميذ والمدرس عن طريق التليفون لكل مادة اسبوعيا، وسيتم التنويه عن هذه الجداول في الصحف والتليفزيونات أو عن طريق المدرسة نفسها حتي يتعرف الطالب علي مواعيد دروسه.
البحث عن المعلومات
من جانبه يري د. محمد المفتي استاذ المناهج والعميد السابق لكلية التربية ان فكرة التعليم عن طريق القنوات التعليمية فكرة مشجعة بشرط توافرها لكل المواطنين، ويقول ان التعليم عن طريق التليفزيون أمر ليس بجديد علينا ومنذ سنوات ونحن نتبعه كعامل مساعد ولكنه متبع وهناك دول كثيرة تتبع هذا النظام في الجامعات المفتوحة والتعليم عن بعد، وهذه الفكرة قد تساعد الطالب علي البحث عن المعلومة وهو ما يسمي بالتعليم الذاتي. فمن الممكن ان تكون هذه العملية نقلة لمنظومة التعليم ككل في مصر، ويضاف إلي هذا النظام أيضا كعامل مساعد ان تستغل كل مدرسة موقعها الإليكتروني في طرح مناهجها ودروسها،ومن الممكن ان يستفيد التلميذ من وجود المدرس في المدرسة عن طريق التليفون لشرح النقاط الصعبة وغير الواضحة وعلي المدرسة ان تنظم طريقة الاتصال بين الطلاب والمدرسين عن طريق جداول للمدرسين يردون فيها علي مكالمات الطلاب.
تكوين الشخصية
أما د. عمر عبدالظاهر استاذ مناهج بجامعة طنطا فيؤكد سهولة العملية التعليمية عن طريق القنوات لأن البرنامج الموضوع يقوم علي الشرح والمراجعة والتفاعل أيضا ولكن المشكلة تكمن في ان المدرسة هي المكون الرئيسي لسلوك الطلبة خاصة فيما يتعلق بالجانب النفسي والاجتماعي وتفاعله مع مدرسيه وزملائه، وهو دور لا يمكن التقليل من أهميته باعتباره أحد المهام الرئيسية المنوط علي المدرسة القيام بها إلا ان مع انتشار المرض ليس أمامنا إلا استخدام هذا الحل باعتباره الأمثل واللازم لمواجهة الموقف ولكن يجب أن يساعده عدة عوامل أيضا منها المتابعة الأولية من أولياء الأمور والتفاعل بين التلميذ والمدرس عن طريق المدرسة أو عبر موقعها الإلكتروني أو عن طريق ستديو الشرح.
أما الدكتور حامد طاهر نائب رئيس جامعة القاهرة سابقا، فيري اننا أمام كارثة وطنية مروعة لابد من التكاتف معا من أجل مواجهتها عبر كل الوسائل الممكنة من أجل مواجهة المرض لذا يجب العمل علي تجنب الزحام والتجمعات الطلابية التي سوف تؤدي إلي انتشار المرض واستفحاله وفي الوقت نفسه نسعي جادين إلي ان تتم العملية التعليمية بيسر وسهولة، وهي معادلة صعبة نتمني تحقيقها عن طريق القنوات التعليمية التي أراها وسيلة لا تكفي وحدها بل يجب ان تدعمها الوسائل المقروءة »الصحف« والوسائل المسموعة »الإذاعة« حتي تكتمل المنظومة التعليمية ويتم تقديم المعلومة بسهولة ويسر.
حل مؤقت
أما الدكتور فاروق اسماعيل رئيس جامعة القاهرة سابقا فيري ان القنوات التعليمية تمثل حلا مؤقتا وبديلا وحيدا للمدرسة من الناحية المعرفية فقط لأن المدرسة هي حياة كاملة للطالب من حيث التفاعل والتكوين النفسي له، مضيفا ان مصر قادرة علي تخطي هذه الأزمة كما حدث من قبل عام ٧٦٩١ عندما تعطلت الدراسة ٨ أسابيع ولم يوثر ذلك بالسلب علي العام الدراسي.
ويري د. إسماعيل ان توقف الدراسة فرصة كبيرة كما يتم اعادة تقسيم المعلمين في المدارس ويتم تدريبهم علي مهارات جديدة تؤهلهم للفترة القادمة.
مراكز جامعية
إنشاء مراكز جامعية تساعد القنوات التعليمية في أداء مهامها تلك هي فكرة د. محمد يوسف رئيس جامعة بني سويف وهي مراكز تساعد الطالب عن طريق تقديم أوراق الشرح له والملزمات والكتب والمحاضرات تحت إشراف الجامعة.
ويؤكد د. يوسف ضرورة تفعيل دور الانترنت عن طريق إنشاء موقع للجامعة يتم فيه بث جميع المحاضرات للكليات المختلفة وفي الوقت نفسه يري الدكتور ربيع عبدالعزيز وكيل كلية دار العلوم جامعة الفيوم ان القنوات التعليمية هي الحل الأمثل والبديل الأوحد لمواجهة هذه الأزمة الا ان سلبيات هذه العملية سوف تتركز في تفعيل مافيا الدروس الخصوصية الذين سيجدون في الأزمة فرصة ذهبية لهم باعتبارهم بديلا أساسيا للمدرسة يلجأ إليها الطلبة لتعويض العملية التفاعلية التي تلاشت بغياب دور المدرسة وهي المهمة الأساسية التي يجب علي أولياء الأمور القيام بها كبديل للمدرسة.