أصل الاسم
اسم مصر في اللغة العربية واللغات السامية الأخرى مشتق من جذر سامي قديم قد يعني البلد أو البسيطة (الممتدة)، وقد يعني أيضا الحصينة أو المكنونة. الاسم العبري مصرايم מִצְרַיִם مذكور في اساطير التوراة (العهد القديم) على أنه ابن حام بن نوح و هو الجد الذي ينحدر منه الشعب المصري حسب الميثولوجيا التوراتية (سفر التكوين أصحاح 10، 6)، و عرفها العرب باسم "مصر".
الاسم الذي عرف به المصريون موطنهم في اللغة المصرية هو كِمِت و تعني "الأرض السوداء"، كناية عن أرض وادي النيل السوداء تمييزا لها عن الأرض الحمراء الصحراوية دِشْرِت المحيطة بها، و أصبح الاسم لاحقا في المرحلة القبطية من اللغة كِمي في اللهجة البحيرية و خِمي في اللهجة الصعيدية؛ و كذلك عرفت بالأسماء تامري و تاوي[بحاجة لمصدر]
الأسماء التي تعرف بها في لغات أوربية عديدة مشتقة من اسمها في اللاتينية إجبتوس Aegyptus المشتق بدوره من اليوناني أيجيبتوس Αίγυπτος، و هو اسم يفسره البعض على أنه مشتق من حط كا بتاح أي محط روح بتاح و هو اسم معبد بتاح في العاصمة القديمة منف، جريا على ممارسة مستمرة إلى اليوم في التماهي بين اسم البلاد واسم عاصمتها
[عدل] التاريخ
مقال تفصيلي : تاريخ مصر.
تمثال أبو الهول و من خلفه هرم خفرع علي هضبة الجيزة
نشأت حول وادي النيل إحدى أولى الحضارات البشرية، تطورت مبكرا إلى دولة مركزية، إذ ظهرت بها مملكتين واحدة في الشمال وواحدة في الجنوب من حدود مصر الحديثة وكان لكل مملكة ملك وشعار وتاج خاص بها وغير معروف تحديدا تاريخ بداية هاتان المملكتان أو أية تفاصيل كثيرة عنهما وبداية التاريخ المكتوب هو ظهور مملكة ضمت وادي النيل من مصبه حتى الشلال الأول عاصمتها منف حوالي عام 3100 قبل الميلاد على يد ملك شبه أسطوري عرف تقليديا باسم مينا (و يمكن أن يكون نارمر أو حور عحها) لتحكمها بعد ذلك أسر - ملكية متعاقبة على مر الثلاثة آلاف عام التالية لتكون أطول الدول الموحدة تاريخا؛[5] و لتضم حدودها في فترات مختلفة أقاليم الشام و النوبة و أجزاء من الصحراء الليبية وشمال السودان، حتى أسقط الفرس آخر تلك الأسرات، و هي الأسرة الثلاثون عام 343 ق.م.؛ توالى على مصر بعدها الإغريق البطالمة (منذ عام 332 ق.م) حيث دخلل الاغريق مصر بقيادة الاسكندر الأكبر وأسس مدينة الإسكندرية والتي أصبحت إحدى أهم حواضر العالم القديم، ثم الرومان عام 30 ق.م. على يد يوليوس قيصر، لتصبح مصر فيما بعد جزءا من الإمبراطورية البيزنطية حتى غزاها الفرس مجددا لبرهة وجيزة عام 618 ميلادية، قبل أن يستعيدها البيزنطيون عام 629 قبيل دخول العرب عام 639 ميلادية.
أدخل العرب في القرن السابع الميلادي الإسلام واللغة العربية، وهما المقومان الرئيسيان لشخصيتها حاليا، إذ يدين أغلب سكانها بالإسلام إلى جانب أقلية مسيحية، كما أصبحت اللغة العربية تدريجيا اللغة الرئيسية للغالبية الساحقة من المصريين فيما عدا جيوبا لغوية.
في العصور التالية تعاقبت ممالك و دول على مصر، فبعد مجيء العرب و عصر الراشدين حكمها العباسيون من بغداد بوكلائهم الإخشيديين و الطولونيين حتى انتزعها منهم الفاطميون و جعلوا عاصمتهم في القاهرة التي أسسوها، و ذلك حتى أعادها الأيوبيون اسميا إلى حظيرة العباسيين الذين نقلوا لاحقا عاصمتهم إليها بعد سقوط بغداد. أتى الأيوبيون بفئة من المحاربين العبيد هم المماليك استقوت حتى حكمت البلاد بنظام إقطاعي عسكري، و استمر حكمهم للبلاد بشكل فعلي تحت الخلافة الاسمية للعباسيين، و استمر حكمهم حتى بعد أن فتحها العثمانيون، لتصبح مصر ولاية عثمانية عام 1517، و لتنتقل إلى العثمانيين الخلافة الإسلامية.
محمد علي الكبير
كان لوالي مصر محمد علي الكبير الذي حكمها بدءا من سنة 1805 دور هام في تحديث مصر و نقلها من العصور الوسطى إلى العصور الحديثة، كما كان له أثر في ازدياد استقلالها عن الإمبراطورية العثمانية و إن ظلت تابعة لها رسميا، مع استمرار حكم أسرته من بعده، وازداد نفوذها السياسي والعسكري في منطقة الشرق الأدنى إلى أن هددت المصالح العثمانية ذاتها.
في ذلك الوقت أصبحت مصر محط أنظار القوى الإمبريالية الأوربية و موضع سباق بينها، فغزاها الفرنسيون لبرهة عام 1798 في إطار حملات نابليون التوسعية في الشرق، قبل أن تعود مرة أخرى إلى العثمانيين عام 1801 بفضل البريطانيين الذين كان يهمهم أن لا تبقى مصر في يد فرنسا.
بإتمام حفر قناة السويس 18 مارس 1869 ازدادت المكانة الجيوستراتيجية لمصر كمعبر للانتقال بين الشرق والغرب، وفي نفس الوقت استمر الخديوي إسماعيل في سعيه لتحديث مصر وتوسيعها، فضم أجزاء من بلاد السودان. لكن ذلك علاوة على إنفاقه على تحديث المدن على النمط الأوربي أثقل خزانة الدولة بالديون لمؤسسات مالية أجنبية بتشجيع من الدول الاستعمارية، فلجأ لبيع أسهم شركة قناة السويس عام 1875 مما شكل ذريعة لتدخل الفرنسيين والبريطانيين في شؤون مصر، و هو ما اضطر الخديوي إسماعيل إلى أن يستقيل ليتولى الخديوي توفيق الحكم مع استمرار أزمة الديون وزيادة التدخل الأجنبي لا سيما من بريطانيا. على الصعيد الداخلي ازداد التذمر والسخط في الأوساط الوطنية وبين ضباط الجيش، وكانت ذروة تلك الأحداث ثورة عرابي باشا التي أدت إلى تسيير بريطانيا العظمى عام 1882 حملة عسكرية احتلت مصر، و إن ظلت تابعة للإمبراطورية العثمانية اسما حتى عشية الحرب العالمية الأولى سنة 1914.
منذ سنة 1922 كانت مصر مستقلة عن بريطانيا اسميًا مع احتفاظ البريطانيين بقواعد عسكرية على أرضها، و شهدت البلاد منذ 1923 حياة سياسية تعددية و ليبرالية، إلا أن التدخل البريطاني في شؤون البلاد أدى إلى عدم استقرار بلغ أوجه عام 1952 حين انقلب ضباط من الجيش على الملك فاروق الأول و أجبروه على التنازل لابنه الرضيع أحمد فؤاد الثاني، ثم أعلنت الجمهورية يوم 18 يونيو 1953 برئاسة اللواء محمد نجيب، وشغل جمال عبد الناصر منصب رئيس الوزراء واللواء عبدالحكيم عامر منصبي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع.
حدد مجلس الثورة عام 1954 إقامة محمد نجيب، وانفرد جمال عبد الناصر برئاسة الدولة فطبق سياسات أبدت قدمت الاجتماعية على غيرها مما زاد من جماهيريته، إلى أن فجّر تأميمه قناة السويس أزمة حرب السويس (العدوان الثلاثي) عام 1956 التى انتهت بانسحاب إنجلترا وفرنسا وأسرائيل تحت الضغط الدولى والمقاومة الشعبية، وتم في المقابل سحب الجيش المصري من أغلب سيناء ووضع قوات دولية لمراقبة الحدود المصرية الإسرائيلية وتعهدت مصر بالسماح بالمرور الحر للسفن الإسرائيلية في خليج العقبة وفقا للاتفاقيات الدولية. خرج عبدالناصر من الأزمة و قد ازدادت شعبيته في مصر و العالم العربي و الإسلامي، و كذلك في أفريقيا و كثير من بلاد العالم الثالث باعتباره داعية للتحرر و مقاوما للاستعمار.
دخلت مصر في وحدة مع سوريا عام 1958 في دولة عرفت باسم الجمهورية العربية المتحدة قُصد أن تكون نواة لانضمام باقي البلدان العربية إلا أن هذه الوحدة انهارت إثر انقلاب في دمشق سنة 1961.
اجتاحت إسرائيل الضفة الغربية و غزة و الجولان و سيناء فيما عرف باسم نكسة 67، و مات جمال عبد الناصر فخلفه الرئيسُ أنور السادات الذى أحكم قبضته على الساحة السياسية و تخلص من خصومه السياسيين فيما عرف باسم ثورة التصحيح، ثم قاد حربا مفاجأة على أسرائيل في يوم 6 أكتوبر 1973وذلك استعاده لكرامة الجندي والشعب المصري ولم يكن الجيش لمصري باغي او بادئ بالعدوان وانما كان ردا علي تطاول القيادات الاسرائيلية وتباهيها علي خط القناه واستعراضها في وسائل الاعلام المواليه لها ومن منطق القوة والسلام، غير الرئيس الراحل توجه مصر السياسى نحو الولايات المتحدة بدلا من الاتحاد السوفيتي، ووقع سنة 1978 اتفاقية سلام مع إسرائيل استعادت مصر بموجبها أرضها المحتلة من إسرائيل عام 1967، إلا أنها سببت غضبا عربيا عٌلِّقت على إثره عضوية مصر في جامعة الدول العربية، وتم نقل مقر جامعة الدول العربية من القاهرة إلى تونس، في محاولة للضغط على مصر لالغاء معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية وقطع العلاقات الدبلوماسية مع مصر.
واكب تلك الفترة تقليص للتوجه الاشتراكي للدولة و تطبيق ما عرف باسم سياسة الانفتاح، والتنامي الكبير لتيارات الاسلام السياسي والتي يعزي البعض نموها الكبير إلى أنها تمت بتشجيع من الرئيس السادات بهدف ضرب الاتجاهات اليسارية التي كانت تدين بالولاء لجمال عبدالناصر وتعارض سياساته الرامية إلى خلق تحالف قوي مع الولايات المتحدة واسرائيل، وقد واكب ذلك زيادة الظهور العلني لجماعة الاخوان المسلمين التي كانت قد حظرت في عهد عبدالناصر اثر محاولة اغتيال الرئيس عبدالناصر والتي اتهمت فيها الدولة جماعة الاخوان المسلمين بتدبيرها. كما ظهر عدد اخر من التيارات السياسية الاسلامية على رأسهم جماعة الجهاد (التي كان ينتمي إليها أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة حاليا) والجماعة الإسلامية التي قامت لاحقا في عام 1981 باغتيال الرئيس السادات.
كما قام بمحاولة إعادة الحياة النيابية التعددية و الممارسة الديموقراطية إلى السياسة التي كانت قد عُلِّقت منذ قيام الجمهورية، إلا أن تلك المحاولة جاءت مبتسرة و هيأت لأن يسيطر فعليا حزب واحد يتماهى مع الدولة هو الحزب الوطني الديموقراطي، وإن كانت الدولة تعددية شكلا.
بينما كان يستعرض المواكب العسكرية يوم 6 أكتوبر 1981 في احتفال بنصر أكتوبر، اغتيل السادات على يد تنظيم الجماعة الإسلامية ليخلفه محمد حسني مبارك الرئيس الحالي للجمهورية، وقد استمر الرئيس حسني مبارك على سياسة سلفه في زيادة التقارب مع الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، وإن كان قد قلل من العلاقات العلنية مع إسرائيل والتي كانت تنص عليها اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية. وفي عام 1989 تم إعادة مصر إلى عضويتها الكاملة في جامعة الدول العربية وإعادة مقر جامعة الدول العربية إلى القاهرة، من دون أن تقوم مصر بالغاء معاهدة السلام مع إسرائيل أو قطع علاقتها الدبلوماسية معها. وتذبذبت علاقة مصر مع الغرب بصفة عامة والولايات المتحدة بصفة خاصة، حيث قامت الأخيرة بانتقادات كثيرة لحكومات الرئيس مبارك فيما يتعلق بحقوق الانسان.