مرة أخرى تتسلط الأضواء على المعارض المصري أيمن نور الذي تم إطلاق سراحه لأسباب صحية بعد ان صدر الحكم ضده عام 2005 بالسجن خمس سنوات بتهمة تزوير توكيلات تأسيس حزبه.
وكانت ليبرالية نور قد وضعته في تنافس مباشر مع الجناح الشاب في الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم الذي يتزعمه جمال مبارك نجل الرئيس المصري، كما لفتت إليه نظر واشنطن، أكبر حلفاء مصر، والتي تحث القاهرة على إصلاح نظامها السياسي.
ونور، وهو متحدث مفوه ومحام، شكل حزبه المعروف باسم حزب الغد في أكتوبر تشرين أول 2004 ليكون على رأسه في انتخابات الرئاسة التي أجريت عام 2005.
وبعد ذلك بثلاثة أشهر اتهمه مدعون في القاهرة بتزوير توقيعات لتسجيل حزبه.
ويقول محللون إن السرعة التي تم بها تجريد نور من حصانته البرلمانية لتقديمه للمحاكمة تشير إلى أن الحكومة لا تريد التهوين من مدى التهديد السياسي الذي يمثله، ولكن الحكومة المصرية رفضت كل المزاعم القائلة بأن المحاكمة لها دوافع سياسية.
السجن
وكانت واشنطن قد أعربت عن قلقها إزاء معاملة نور، وقد أرجأت القاهرة محاكمته ومكنته من خوض الانتخابات الرئاسية التي احتل فيها المركز الثاني بـ 8 بالمئة من الأصوات، بعد مبارك الذي حصل على 88 بالمئة من الأصوات.
وفي نوفمبر تشرين ثاني 2005 فقد نور أيضا مقعده في البرلمان لصالح مرشح الحزب الحاكم وهي نتيجة أخرى زعم نور بتزويرها.
واستؤنفت محاكمته في ديسمبر كانون أول ليصدر ضده حكم بالسجن خمس سنوات.
وقال أحد محامييه ان نور أجبر على الادلاء باعتراف زائف.
نور وزوجته جميلة إسماعيل
واصلت زوجته الاحتجاجات خلال محاكمته
أسرة سياسية
ونور، الذي يعاني مرض السكري ويعتمد على الأنسولين، قضى الأسبوع الذي سبق الحكم في مستشفى نتيجة لاضرابه عن الطعام احتجاجا على اعتقاله.
وكان نور قد كتب في نيوزويك يقول إن الحكومة المصرية قلقة من دوافعه الاصلاحية وتريد تقليص مصداقيته بوصمه بالعمالة لواشنطن.
وكتب يقول "إن التضامن الذي أبداه أنصاري، فضلا عن التعاطف الدولي، دفعا بالحكومة إلى انتهاج عناد غريب".
ونور البالغ من العمر 45 عاما سليل اسرة لها تاريخ في الاهتمام بالقضايا العامة. وخلال محاكمته، قادت زوجته جميلة إسماعيل احتجاجات يومية ضد حكومة مبارك.